وجاء في الميزان: «عن الفرّاء أن{لاَ جَرَمَ}: في الأصل بمعنى: لا بد ولا محالة ،ثم كثرت ،فحُوّلت إلى معنى القسم وصارت بمعنى «حقاً » ولهذا تجاب باللام ،نحو: لا جرم لأفعلنّ كذا .انتهى »[ 1] .وعلى هذا فإن المعنى يأخذ معنى التأكيد بالقسم: أي حقاً إنهم في الآخرة هم الأخسرون .
أما الوجه في أنهم هم الأخسرون ،فقد يكون الأساس فيه اعتقادهم بأن الحياة هي الفرصة الأخيرة للإنسان ،لإنكارهم لليوم الآخر ،ولهذا فإنهم لا ينتظرون أيّ عقاب على أعمالهم ،فيستسلمون لشهواتهم وأطماعهم في استرخاء لذيذ ،فإذا بهم يُفاجأون بعذاب ينتظرهم في الآخرة ،لا يتوقعون مثله ،بينما ينتظر غيرهم من العاصين العذاب ،فلا تصدمهم المفاجأة ،وقد يكون الأساس أن الكافرين يفقدون كل شيء في الآخرة ،بينما لا يفقد العاصون الذين لا يخلّدون في النار ،إذا عذبوا فيها ،إلا بعضاً من فرص الآخرة .والله العالم .