/م18
{ لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون} كلمة"لا جرم "تفيد التحقيق والتأكيد لما بعدها ، قال الفراء:هي في الأصل بمعنى لا بد ولا محالة ، ثم كثرت فحولت إلى معنى القسم وصارت بمعنى"حقا "ولهذا تجاب باللام نحو لا جرم لأفعلن كذا ، أي حقا إنهم في الآخرة لأشد الناس خسرانا ، وترى مثل هذا في أول سورة النمل ، بهذا وصف الفريق الذي لا يؤمن بالقرآن هنا ، وإن كان فيه من يقول بلسانه أنه يؤمن به ، ويليه الفريق الآخر جعلنا الله من خياره وأنصاره ، وهو:{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم} .