/م18
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم} أي خشعوا له واطمأنت نفوسهم بالإيمان ، ولانت قلوبهم إلى ذكره ، فلم يبق فيها زلزال ولا اضطراب ، وأصل الإخبات قصد الخبت وهو المكان المطمئن المنخفض من الأرض والنزول فيه يقولون أخبت الرجل كما يقولون أنجد وأسهل وأنهم .ويقال أخبت إليه وأخبت له ، ومن الثاني{ وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم} وذكر هؤلاء العلماء المخبتين في سورة الحج وسطا بين الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم من إلقاء الشيطان ، وبين الكافرين الذين لا يزالون في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ، فعلم منه أنه ليس للشيطان عليهم من سبيل وما أحسن ما فعله الراغب من التنظير بين هؤلاء المخبتي القلوب وبين من قال فيهم:{ وإن منها لما يهبط من خشية الله} [ البقرة:74]{ أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} أولئك المتصفون بما ذكر أصحاب الجنة المستحقون لها بالذات الخالدون فيها أبدا .