وقوله:(أن لا تعبدوا إلا الله) فمن كسر الألف في قوله:(إني) جعل قوله:(أرسلنا) عاملا في "أنْ"التي في قوله:(أن لا تعبدوا إلا الله) ، ويصير المعنى حينئذ:ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه، أن لا تعبدوا إلا الله، وقل لهم:إني لكم نذير مبين،ومن فتحها ردّ "أنْ"في قوله:(أن لا تعبدوا) عليها. فيكون المعنى حينئذ:لقد أرسلنا نوحًا إلى قومه بأني لكم نذير مبين، بأن لا تعبدوا إلا الله.
* * *
ويعني بقوله:[بأن لا تعبدوا إلا الله أيها الناس]، عبادة الآلهة والأوثان ، (13)
وإشراكها في عبادته، وأفردوا الله بالتوحيد ، وأخلصوا له العبادة، فإنه لا شريك له في خلقه.
* * *
وقوله:(إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم)، يقول:إني أيها القوم ، إن لم تخصُّوا الله بالعبادة، وتفردوه بالتوحيد ، وتخلعوا ما دونه من الأنداد والأوثان ،أخاف عليكم من الله عذابَ يوم مؤلم عقابُه وعذابُه لمن عُذِّب فيه.
* * *
وجعل "الأليم "من صفة "اليوم "وهو من صفة "العذاب "، إذ كان العذاب فيه ، كما قيل:وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا، [سورة الأنعام:96] ، وإنما "السكن "من صفة ما سكن فيه دون الليل.
---------------------------
الهوامش:
(13) هكذا جاءت الجملة في المخطوطة والمطبوعة ، والسقط فيها ظاهر بين ، وكأن الصواب إن شاء الله:
"ويعني بقوله:( أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ) ، أي:اتركوا عبادة الآلهة . . . "