/م25
{ أن لا تعبدوا إلا الله} بأن لا تعبدوا إلا الله ، اعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئا"وهذا عين ما تقدم في الآية الثانية "وكانوا أول قوم أشركوا بالله واتخذوا له الأنداد ، وكان أول رسول أرسله الله تعالى إلى أهل الأرض كما تقدم في قصته من سورة الأعراف{ إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم} أي شديد الألم وهو يوم القيامة أو يوم عذاب الاستئصال بالطوفان ، وصف بالألم للمبالغة ، وإنما يشعر بالألم من يعذب فيه من الكافرين الظالمين ، وفي قصته من سورة الأعراف{ عذاب يوم عظيم} [ الأنعام:15] أي ألمه وهوله ، وهو أقرب إلى قوله في الآية الثالثة من هذه السورة{ عذاب يوم كبير} [ هود:3] والمراد واحد .
ويجوز أن يكون ما قاله نوح جامعا لمعنى الألم ومعنى العظمة والكبر إذ القرآن يبين المعاني المحكية بالألفاظ المختلفة في السور المتعددة كما قلنا من قبل ، ويأتي في بعضها بما يغني عن بعض ، ومن ذلك قول نوح في سورة المؤمنين بعد الأمر بعبادة التوحيد وتقريره{ أفلا تتقون} [ الأعراف:65] ومثلها فيها عن الرسول الذي بعده .وكان كل رسول يأمر قومه بالتقوى كما كرر حكايته عنهم في سورة الشعراء إذ التقوى ملاك الأمر كله .
/خ49