/م25
وفي الآية الأُخرى يُلخّص محتوى رسالته في جملة واحدة ويقول: رسالتي هي ( أَلاّ تعبدوا إِلاّ الله ) ثمّ يعقب دون فاصلة بالإِنذار والتحذير مرّة أُخرى ( إِنّي أخاف عليكم عذاب يوم أليم ){[1774]} .
في الحقيقة أن مسألة التوحيد والعبودية لله الواحد الأحد هي أساس دعوة الانبياء جميعاً .فنحن نقراً في الآية الثّانية من هذه السورة ،والآية ( 40 ) من سورة يوسف( عليه السلام ) ،الآية ( 23 ) من سورة الإِسراء ...نقرأ في هذه الآيات وأمثالها في الحديث عن الأنبياء أن دعوتهم جميعاً تتلخص في توحيد الله سبحانه .
فإذا كان جميع أفراد المجتمع موحدّون ولا يعبدون إلاّ الله ،ولا ينقادون للأوثان الوهمية الخارجية منها والداخلية من قبيل الأنانية والهوى والشهوات والمقام والجاه والنساء والبنين فلا يبقى أثر للسلبيات والخبائث في المجتمع البشري .
فإذا لم يصنع الشخص الضعيف من ضعفه هذا صنماً ليسجد له ويتبع أمره ،فلا استكبار حينئذ ولا استعمار ،ولا آثارهما الوخيمة من قبيل الذل والأسر والتبعية والميول المنحرفة وأنواع الشقاء بين أفراد المجتمع ،لأنّ كل هذه الأُمور وليدة الانحراف عن عبادة الله والتوجه نحو الأصنام والطواغيت ..فلننظر الآن أوّل ردّ فعل من قبل الطواغيت واتباع الهوى والمترفين وأمثالهم إِزاء إِنذار الأنبياء ،كيف كان ومإذا كان ؟!