/م25
والآيات المتقدمة تبيّن بداية هذه الدعوة العظيمة فتقول: ( ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه إِنّي لكم نذير مبين ) .
التأكيد على مسألة الإِنذار ،مع أنّ الأنبياء كانوا منذرين ومبشرين في الوقت ذاته لأنّ الثورة ينبغي أن تبدأ ضرباتها بالإِنذار وإِعلام الخطر ،لأنّه أشدّ تأثيراً في إيقاظ النائمين والغافلين من البشارة .
والإِنسان عادةً إذا لم يشعر بالخطر المحدق به فإِنّه يفضل السكون على الحركة وتغيير المواقع .ولذلك فقد كان إِنذار الأنبياء وتحذيرهم بمثابة السياط على افكار الضاليّن ونفوسهم ،فتؤثر فيمن له القابلية والاستعداد للهداية على التحرك والاتجاه إلى الحق .
ولهذا السبب ورد الإِعتماد على الإِنذار في آيات كثيرة من القرآن ،كما في الآية ( 49 ) من سورة الحج ،والآية ( 115 ) من سورة الشعراء ،والآية ( 50 ) من سورة العنكبوت ،والآية ( 42 ) من سورة فاطر ،والآية ( 70 ) من سورة ص ،والآية ( 9 ) من سورة الأحقاف ،والآية ( 50 ) من سورة الذاريات ،وآيات أُخرى كلها تعتمد على كلمة «نذير » في بيان دعوة الأنبياء لأُممِهم .