القول في تأويل قوله تعالى:وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه:إني لكم ، أيها القوم ، نذير من الله، أنذركم بأسَه على كفركم به، فآمنوا به وأطيعوا أمره.
ويعني بقوله:(مبين) ، يبين لكم عما أرسل به إليكم من أمر الله ونهيه. (12)
* * *
واختلفت القرأة في قراءة قوله:(إني) .
فقرأ ذلك عامة قرأة الكوفة وبعض المدنيين بكسر "إنّ"على وجه الابتداء إذ كان في "الإرسال "معنى "القول ".
* * *
وقرأ ذلك بعض قرأة أهل المدينة والكوفة والبصرة بفتح "أن "على إعمال الإرسال فيها، كأن معنى الكلام عندهم:لقد أرسلنا نوحًا إلى قومه بأني لكم نذير مبين.
* * *
قال أبو جعفر:والصواب من القول في ذلك عندي، أن يقال إنهما قراءتان متفقتا المعنى، قد قرأ بكل واحدة منهما جماعة من القرّاء، فبأيتهما قرأ القارئ كان مصيبًا للصواب في ذلك.
---------------------
الهوامش:
(12) انظر تفسير "نذير "و "مبين "فيما سلف من فهارس اللغة ( نذر ) ، ( بين ) .