وقوله:( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )
اختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم:معنى ذلك:ولم يكن له شبيه ولا مِثْل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية قوله:( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ):لم يكن له شبيه, ولا عِدْل, وليس كمثله شيء .
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة, عن عمرو بن غيلان الثقفي, وكان أميرَ البصرة (5) عن كعب, قال:إن الله تعالى ذكره أسس السموات السبع, والأرضين السبع, على هذه السورة ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه .
حدثني عليّ, قال:ثنا أبو صالح, قال:ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال:ليس كمثله شيء, فسبحان الله الواحد القهار .
حدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء, عن ابن جريج ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا ):مثل.
وقال آخرون:معنى ذلك, أنه لم يكن له صاحبة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا عبد الرحمن, قال:ثنا سفيان, عن عبد الملك بن أبجر, عن طلحة, عن مجاهد, قوله:( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال:صاحبة .
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا يحيى, عن سفيان, عن ابن أيجر, عن طلحة, عن مجاهد, مثله.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا ابن إدريس, عن عبد الملك, عن طلحة, عن مجاهد, مثله.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبجر, عن رجل عن مجاهد ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال:صاحبة .
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, عن سفيان, عن عبد الملك بن أبجر, عن طلحة بن مصرف, عن مجاهد ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال:صاحبة .
حدثنا أبو السائب, قال:ثنا ابن إدريس, عن عبد الملك, عن طلحة, عن مجاهد مثله.
والكُفُؤُ والكُفَى والكِفَاء في كلام العرب واحد, وهو المِثْل والشِّبْه; ومنه قول نابغة بني ذُبيان:
لا تَقْــذِفَنِّي بِــرُكْن لا كِفَــاء لَـهُ
وَلَــوْ تَــأَثَّفَكَ الأعْــدَاءُ بـالرِّفَدِ (6)
يعني:لا كِفَاء له:لا مثل له.
واختلف القرّاء في قراءة قوله:(كُفُوا) . فقرأ ذلك عامة قرّاء البصرة:(كُفُوا) بضم الكاف والفاء. وقرأه بعض قرّاء الكوفة بتسكين الفاء وهمزها "كُفْئًا ".
والصواب من القول في ذلك:أن يقال:إنهما قراءتان معروفتان, ولغتان مشهورتان, فبأيَّتِهِما قرأ القارئ فمصيب.
آخر تفسير سورة الإخلاص