{كُفُواً}: الكفو: المثل والنظير .
الخالق المتفرّد
{وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} فهو الأحد المتفرد بكل شيء ،في ذاته وفي صفاته ،فلا يماثله أحدٌ في طبيعته الإلهية ؛بل لم يقل به أحدٌ من المليين ؛لأن كل مَنْ قال بالشرك ،فقد قال به في التدبير ،باعتبار أن هناك من مخلوقاته من يملك التصرف في أمور الكون ،أو في أمور الناس ،في ما منحه الله من ذلك ،أو في ما يختزن من سرٍّ يؤدي إلى ذلك .ولكن هذا منفيٌّ عن الله لأحد ،فليس هناك مماثل له في الإيجاد ولا في التدبير ،فهو وحده الخالق ،وهو وحده المدبّر ،ولم يجعل لأيّ شخص من خلقه ذلك ،فيفوّض إليه الأمر ،إلا في بعض القضايا الجزئية في الحالات الطارئة ،أو في حركة الأسباب والمسبّبات ،ما يجعل لبعض الموجودات تأثيراً ببعضها الآخر من خلال إرادة الله المهيمنة على الأمر كله .