وفي الكلام محذوف قد ترك ذكره استغناء بما ظهر عما ترك، وذلك:"فأرسلوه، فأتى يوسف ، فقال له ":يا يوسف، يا أيها الصديق، (8) كما:-
19366 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال:قال الملك للملأ حوله:إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ، الآية ، وقالوا له ما قال ، وسمع نبو من ذلك ما سمع ومسألته عن تأويلها، (9) ذكر يوسف وما كان عبَرَ له ولصاحبه، وما جاء من ذلك على ما قال من قوله، قال:(أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) يقول الله:(وادّكر بعد أمة) ، أي حقبة من الدهر ، فأتاه فقال:يا يوسف، إن الملك قد رأى كذا وكذا ، فقصّ عليه الرؤيا ، فقال فيها يوسف ما ذكر الله لنا في الكتاب، فجاءهم مثلَ فلق الصبح تأويلُها ، فخرج نبوا من عند يوسف بما أفتاهم به من تأويل رؤيا الملك ، وأخبره بما قال.
* * *
وقيل:إن الذي نجا منهما إنما قال:"أرسلوني"، لأن السجن لم يكن في المدينة .
* ذكر من قال ذلك:
19367 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي:(وقال الذي نجا منهما وادّكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) قال ابن عباس:لم يكن السجن في المدينة ، فانطلق الساقي إلى يوسف ، فقال:(أفتنا في سبع بقرات سمان) الآيات.
* * *
قوله:(أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات)، فإن معناه:أفتنا في سبع بقرات سمان رُئين في المنام، يأكلهن سبعٌ منها عجاف ،وفي سبع سنبلات خضر رئين أيضًا ، وسبع أخر منهن يابسات . فأما "السمان من البقر "، فإنها السنون المخصبة، كما:-
19368 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة:(أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف)، قال:أما السمان فسنون منها مخصبة ، وأما السبع العجاف، فسنون مجدبة لا تنبت شيئًا.
19369- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة:(أفتنا في سبع بقرات سمان)، فالسمان المخاصيب ، والبقرات العجاف:هي السنون المحُول الجُدُوب.
* * *
قوله:(وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات)، أما(الخضر) فهن السنون المخاصيب وأما(اليابسات) فهن الجدوب المحول.
و "العِجاف "جمع "عَجِف "وهي المهازيل.
* * *
وقوله:(لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون)، يقول:كي أرجع إلى الناس فأخبرهم، (لعلهم يعلمون) يقول:ليعلموا تأويل ما سألتك عنه من الرؤيا .
----------------------
الهوامش:
(8) انظر تفسير"الصديق"فيما سلف 8:530 - 532 / 10:485 .
(9) في المطبوعة والمخطوطة:"سمع"بغير"واو"، والصواب إثباتها .