/م43
{ يوسف أيها الصديق} أي قال:فأرسلوني إليه ، فأرسلوه إليه فجاءه فاستفتاه فيما عجز عنه الملأ من تأويل رؤيا الملك ، مناديا له باسمه وما ثبت عنده من لقبه [ الصديق] ، وهو الذي بلغ غاية الكمال بالصدق في الأقوال والأفعال وتأويل الأحاديث وتعبير الأحلام ، شارحا له رؤيا الملك بنصها – وهو بسط في محله بعد إيجاز في محله- قائلا{ أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات} وعلل هذا الاستفتاء بما يرجو أن يحقق ليوسف أمله بالخروج من السجن وانتفاع الملك وملئه بعلمه فقال{ لعلي أرجع إلى الناس} أولي الأمر وأهل الحل والعقد ، بما تلقيه إلي من التأويل والرأي{ لعلهم يعلمون} مكانتك من العلم فينتفعون به ، أو يعلمون ما جهلوا من تأويل رؤيا الملك وما يجب أن يعملوا بعد العلم به ، فلعل الأولى تعليل لرجوعه إليهم بإفتائه ، ولعل الثانية تعليل لما يرجوه من علمهم بها ، والرجاء توقع خير بوقوع أسبابه .