القول في تأويل قوله تعالى ذكرهثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
قال أبو جعفر:وتأويل قوله:(ثم عفونا عنكم من بعد ذلك)، يقول:تركنا معاجلتكم بالعقوبة،"من بعد ذلك ",أي من بعد اتخاذكم العجل إلها . كما:-
927 - حدثني به المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا آدم العسقلاني قال، حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية:(ثم عفونا عنكم من بعد ذلك)، يعني من بعد ما اتخذتم العجل.
* * *
وأما تأويل قوله:(لعلكم تشكرون)، فإنه يعني به:لتشكروا . ومعنى "لعل "في هذا الموضع معنى "كي". وقد بينت فيما مضى قبلُ أن أحد معاني"لعل ""كي"، بما فيه الكفاية عن إعادته في هذا الموضع (112) .
* * *
فمعنى الكلام إذا:ثم عفونا عنكم من بعد اتخاذكم العجل إلها، لتشكروني على عفوي عنكم , إذ كان العفو يوجب الشكر على أهل اللب والعقل .
------------
الهوامش:
(112) انظر ما مضى 1:364 - 365 .