وقوله:( كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا ) يقول:كلما أراد هؤلاء الكفار الذين وصف الله صفتهم الخروج من النار مما نالهم من الغم والكرب، ردّوا إليها.
كما حدثنا مجاهد بن موسى، قال:ثنا جعفر بن عون، قال:أخبرنا الأعمش، عن أبي ظبيان، قال:النار سوداء مظلمة، لا يضيء لهبها ولا جمرها، ثم قرأ:( كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا ) وقد ذكر أنهم يحاولون الخروج من النار حين تجيش جهنم فتلقي من فيها إلى أعلى أبوابها، فيريدون الخروج فتعيدهم الخزان فيها بالمقامع، ويقولون لهم إذا ضربوهم بالمقامع:( ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) . وعني بقوله:( وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) ويقال لهم ذوقوا عذاب النار، وقيل عذاب الحريق والمعنى:المحرق، كما قيل:العذاب الأليم، بمعنى:المؤلم.