قوله تعالى:{كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} .
وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من أن أهل النار كلما أرادوا الخروج منها ،لما يصيبهم من الغم فيها عياذاً بالله منها ،أعيدوا فيها ،ومنعوا من الخروج منها بينه في غير هذا الموضع ،كقوله في المائدة{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا في الأرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} [ المائدة: 36-37] وقوله في السجدة{كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا} [ السجدة: 20] ،وقوله في آية الحج هذه{وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} حذف فيه القول .
والمعنى: أعيدوا فيها ،وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق ،وهذا القول المحذوف في الحج صرح به في السجدة في قوله تعالى{كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [ السجدة: 20] والمفسرون يقولون: إن لهب النار يرفعهم ،حتى يكاد يرميهم خارجها ،فتضربهم خزنة النار بمقامع الحديد ،فتردهم في قعرها ،نعوذ بالله منها ،ومن كل ما يقرب إليها من قول وعمل .