/م19
22 - كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ .
عذاب الحريق: عذاب الاحتراق ،ويكون بالغليظ من النار .
إن العذاب في جهنم شديد أليم ؛فتهوى بهم جهنم وترفع .
قال الحسن:
إن النار تضربهم بلهبها فترفعهم ،حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفاxiv .
إن العذاب له ألوان متعددة منها الحسي ومنها المعنوي ،ومن هذا العذاب المعنوي شدة الغم والحزن ،وكلما أراد أهل النار الخروج منها من شدة غمها ردوا إلى أماكنهم فيها ؛ويقال لهم من خزنة جهنم: وذوقوا عذاب الحريق .أي: ذوقوا عذاب جهنم المحرق الذي كنتم به تكذبون .
هذه ألوان العذاب الحسي والمعنوي: فالثياب من نار ،والحميم الذي اشتد غليانه يصب فوق رءوسهم ،فيذيب أمعاءهم وجلودهم ،والسياط الحديدية تقمعهم وتذلهم ،والهوان والغم يحيط بهم ،فإذا حاولوا الخروج من النار أعيدوا فيها ،وقيل لهم توبيخا وإذلالا: ذوقوا عذاب الإحراق في جهنم ،عقوبة على كفركم وعنادكم .
ومن شأن القرآن أن يقرن بين عذاب الكافرين ونعيم المؤمنين ،تسرية للنفوس ومقابلة بين الأضداد ،وبضدها تتميز الأشياء .