القول في تأويل قوله:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)
قال أبو جعفر:يعني بذلك تعالى ذكره:يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله في وعد الله ووعيده وأمره ونهيه ="إن تطيعوا الذين كفروا "، يعني:الذين جحدوا نبوة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى - فيما يأمرونكم به وفيما ينهونكم عنه - فتقبلوا رأيهم في ذلك وتنتصحوهم فيما يزعمون أنهم لكم فيه ناصحون ="يردوكم على أعقابكم "، يقول:يحملوكم على الرِّدة بعد الإيمان، والكفر بالله وآياته وبرسوله بعد الإسلام (1) ="فتنقلبوا خاسرين "، يقول:فترجعوا عن إيمانكم ودينكم الذي هداكم الله له ="خاسرين "، يعني:هالكين، قد خسرتم أنفسكم، وضللتم عن دينكم، وذهبت دنياكم وآخرتكم. (2) .
ينهى بذلك أهل الإيمان بالله أن يطيعوا أهل الكفر في آرائهم، وينتصحوهم في أديانهم. كما:-
7998- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين "، أي:عن دينكم:فتذهب دنياكم وآخرتكم. (3)
7999- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله:"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا "، قال ابن جريج:يقول:لا تنتصحوا اليهود والنصارى على دينكم، ولا تصدِّقوهم بشيء في دينكم.
8000- حدثنا محمد قال:حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين "، يقول:إن تطيعوا أبا سفيان، يردَّكم كفارًا. (4)
-------------------
الهوامش:
(1) انظر تفسير"ارتد على عقبه"فيما سلف قريبًا:251 ، تعليق:4 ، والمراجع هناك.
(2) انظر تفسير"خسر"فيما سلف 1:417 / 2:166 ، 572 / 6:570.
(3) الأثر:7998- سيرة ابن هشام 3:119 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها:7997. وفي سيرة ابن هشام:"أي:عن عدوكم ، فتذهب دنياكم وآخرتكم"، وهو فاسد المعنى ، تصحيحه من هذا الموضع من الطبري.
(4) في المطبوعة:"يردوكم كفارًا"بالجمع ، وهو غير مستقيم ، والصواب من المخطوطة.