وقوله ( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ) يقول تعالى ذكره:إنه تواب إلى الله من خطيئته التي أخطأها, إذ عرض عليه بالعشي الصافنات; فإذ من صلة أواب, والصافنات:جمع الصافن من الخيل, والأنثى:صافنة, والصافن منها عند بعض العرب:الذي يجمع بين يديه, ويثني طرف سنبك إحدى رجليه, وعند آخرين:الذي يجمع يديه. وزعم الفرّاء أن الصافن:هو القائم, يقال منه:صَفَنَتِ الخيلُ تَصْفِن صُفُونًا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله:( الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ) قال:صُفُون الفرس:رَفْع إحدى يديه حتى يكون على طرف الحافر.
حدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد:صَفَنَ الفرسُ:رفع إحدى يديه حتى يكون على طرف الحافر.
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ) يعني:الخيل, وصُفونها:قيامها وبَسْطها قوائمها.
حدثنا محمد, قال:ثنا أحمد, قال:ثنا أسباط, عن السديّ:الصافنات, قال:الخيل.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ) قال:الخيل أخرجها الشيطان لسليمان, من مرج من مروج البحر. قال:الخيل والبغال والحمير تَصْفِن, والصَّفْن (1)
أن تقوم على ثلاث, وترفع رجلا واحدة حتى يكون طرف الحافر على الأرض.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد:الصافنات:الخيل, وكانت لها أجنحة.
وأما الجياد, فإنها السِّراع, واحدها:جواد.
كما حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قاله. ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد:الجياد:قال:السِّراع.
وذُكر أنها كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة.
* ذكر الخبر بذلك:
حدثنا محمد بن بشار, قال:ثنا مؤمل, قال:ثنا سفيان, عن أبيه, عن إبراهيم التيمي, في قوله ( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ) قال:كانت عشرين فرسا ذات أجنحة.
-------------------
الهوامش:
(1) لم نجد"الصفن"بسكون الفاء مصدرا لصفنت الخيل ، وإنما مصدره الصفون مثل جلس يجلس جلوسا ، وهو القياس ، لأن الفعل لازم ، والصفن:مصدر للمعتدي .