وقوله ( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ) وفي هذا الكلام محذوف استغني بدلالة الظاهر عليه من ذكره:فَلَهِيَ عن الصلاة حتى فاتته, فقال:إني أحببت حب الخير. ويعني بقوله ( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ):أي المال والخيل، أو الخير من المال.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا ابن يمان, عن سفيان, عن السُّدِّيّ( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ) قال:الخيل.
حدثنا محمد, قال:ثنا أحمد, قال:ثنا أسباط, عن السديّ, قوله ( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ) قال:المال.
وقوله ( عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ) يقول:إني أحببت حب الخير حتى سهوت عن ذكر ربي وأداء فريضته. وقيل:إن ذلك كان صلاة العصر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ) عن صلاة العصر.
حدثنا محمد, قال:ثنا أحمد, قال:ثنا أسباط, عن السديّ( عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ) قال. صلاة العصر. حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم, قال:ثنا أبو زرعة, قال:ثنا حيوة بن شريح, قال:ثنا أبو صخر, أنه سمع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة يقول:سمعت أبا الصَّهباء البكري يقول:سألت عليّ بن أبي طالب, عن الصلاة الوسطى, فقال:هي العصر, وهي التي فُتِن بها سليمان بن داود.
وقوله ( حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ) يقول:حتى توارت الشمس بالحجاب, يعني:تغيبت في مغيبها. كما حدثنا ابن حميد, قال:ثنا سلمة, قال:ثنا ميكائيل, عن داود بن أبي هند, قال:قال ابن مسعود, في قوله ( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ) قال:توارت الشمس من وراء ياقوتة خضراء, فخضرة السماء منها.
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ) حتى دَلَكَتْ براح. قال قتادة:فوالله ما نازعته بنو إسرائيل ولا كابروه, ولكن ولوه من ذلك ما ولاه الله.
حدثنا محمد بن الحسين, قال:ثنا أحمد بن المفضل, قال:ثنا أسباط, عن السديّ( حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ) حتى غابت.