وقوله ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ) يقول تعالى ذكره:قال الله لهؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم, وصفة قرنائهم من الشياطين ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ) اليوم ( وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) في الدنيا قبل اختصامكم هذا, بالوعيد لمن كفر بي, وعصاني, وخالف أمري ونهيي في كتبي, وعلى ألسن رسلي.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عبد الله بن أبي زياد, قال:ثنا عبد الله بن أبي بكر, قال:ثنا جعفر, قال:سمعت أبا عمران يقول في قوله ( وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) قال:بالقرآن.
حدثني عليّ, قال:ثنا أبو صالح, قال:ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ) قال:إنهم اعتذروا بغير عذر, فأبطل الله حجتهم, وردّ عليهم قولهم.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) قال:يقول:قد أمرتكم ونهيتكم, قال:هذا ابن آدم وقرينه من الجن.
حدثنا ابن حُمَيد, قال:ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع, قال:قلت لأبي العالية ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) قال أبو جعفر الطبريّ:أحسبه قال:هم أهل الشرك, وقال في آية أخرىثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَفهم أهل القبلة.