القول في تأويل قوله:وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:ومن أشدُّ اعتداءً، وأخطأ فعلا وأخطأ قولا ="ممن افترى على الله كذبًا ",يعني:ممن اختلق على الله قيلَ باطل, (13) واخترق من نفسه عليه كذبًا, (14) فزعم أن له شريكًا من خلقه، وإلهًا يعبد من دونه - كما قاله المشركون من عبدة الأوثان - أو ادعى له ولدًا أو صاحبةً، كما قالته النصارى ="أو كذب بآياته "، يقول:أو كذب بحججه وأعلامه وأدلته التي أعطاها رسله على حقيقة نبوتهم، كذّبت بها اليهود (15) ="إنه لا يفلح الظالمون "، يقول:إنه لا يفلح القائلون على الله الباطل, ولا يدركون البقاءَ في الجنان, والمفترون عليه الكذب، والجاحدون بنبوة أنبيائه. (16)
----------------------
الهوامش:
(13) انظر تفسير"الافتراء"فيما سلف ص:136 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك.
(14) "اخترق"و"اختلق"و"افترى":ابتدع الكذب ، وفي التنزيل:"وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون"(الأنعام:100).
(15) انظر تفسير"الآية"فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).
(16) انظر تفسير"الفلاح"فيما سلف ص:97 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك.