القول في تأويل قوله تعالى:فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)
يقول تعالى ذكر.:فطرق جنة هؤلاء القوم ليلا طارق من أمر الله وهم نائمون، ولا يكون الطائف في كلام العرب إلا ليلا ولا يكون نهارا، وقد يقولون:أطفت بها نهارا.
وذكر الفرّاء أن أبا الجرّاح أنشده:
أطَفْــتُ بِهــا نَهـارًا غَـيْرَ لَيْـلٍ
وألْهَــي رَبَّهــا طَلَــبُ الرِّخـالِ (3)
والرِّخال:هي أولاد الضأن الإناث.
وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال:ثنا محمد بن الصلت، قال:ثنا أبو كريب، عن قابوس، عن أبيه، قال:سألت ابن عباس، عن الطوَفان (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ ) قال:هو أمر من أمر الله.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمى، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:(فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ) قال:طاف عليها أمر من أمر الله وهم نائمون.
------------------
الهوامش:
(3) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 393) عند قوله تعالى:( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ) قال:لا يكون الطائف إلا ليلا، ولا يكون نهارا، وقد تكلم به العرب، فيقولون:أطفت به نهارا، وليس موضعه بالتهار ولكنه بمنزلة قولك:"لو ترك القطا ليلا لنام"لأن القطا لا يسري ليلا، قال:أنشدني أبو الجراح العقيلي:"أطفت بها نهارا.."البيت ا هـ . والرخال:جمع رخل (بكسر الراء وفتحها):الأنثى من أولاد الضأن. والذكر:حمل، والجمع:أرخل ورخال (بكسر الراء وضمها) ورخلان أيضا. ا هـ