القول في تأويل قوله:قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)
قال أبو جعفر:يعني بذلك جل ثناؤه:قال الله لإبليس عند ذلك:(فاهبط منها).
وقد بيَّنا معنى "الهبوط"فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته. (15)
* * *
=(فما يكون لك أن تتكبر فيها)، يقول تعالى ذكره:فقال الله له:"اهبط منها "، يعني:من الجنة ="فما يكون لك ",يقول:فليس لك أن تستكبر في الجنة عن طاعتي وأمري.
* * *
فإن قال قائل:هل لأحد أن يتكبر في الجنة؟ قيل:إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبتَ, وإنما معنى ذلك:فاهبط من الجنة, فإنه لا يسكن الجنة متكبر عن أمر الله, فأما غيرها، فإنه قد يسكنها المستكبر عن أمر الله، والمستكين لطاعته.
* * *
وقوله:(فاخرج إنك من الصاغرين)، يقول:فاخرج من الجنة، إنك من الذين قد نالهم من الله الصَّغَار والذلّ والمَهانة.
* * *
يقال منه:"صَغِرَ يَصْغَرُ صَغَرًا وصَغارًا وصُغْرَانًا "، وقد قيل:"صغُرَ يَصْغُرُ صَغارًا وصَغارَة ". (16)
* * *
وبنحو ذلك قال السدي. (17)
14359- حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي:(فاخرج إنك من الصاغرين)، و "الصغار "، هو الذل.
--------------------
الهوامش:
(15) انظر تفسير (( الهبوط )) فيما سلف 1:534 ، 548 /2:132 ، 239 .
(16) انظر تفسير (( الصغار )) فيما سلف ص:96 .
(17) في المطبوعة:(( وبنحو الذي قلنا قال السدي )) ، وأثبت ما في المخطوطة .