وقوله:( ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) يقول تعالى ذكره:ثم مضى إلى أهله منصرفا إليهم، يتبختر في مِشيته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) أي:يتبختر.
حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال:ثنا بقية بن الوليد، عن ميسرة بن عبيد، عن زيد بن أسلم، في قوله:( ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) قال:يتبختر، قال:هي مشية بني مخزوم.
حدثنا أبو كُريب، قال:ثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن إسماعيل بن أمية عن مجاهد ( ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) قال:رأى رجلا من قريش يمشي، فقال:هكذا كان يمشي كما يمشي هذا، كان يتبختر.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( يَتَمَطَّى ) قال:يتبختر وهو أبو جهل بن هشام، كانت مِشيته.
وقيل:إن هذه الآية نـزلت في أبي جهل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( يَتَمَطَّى ) قال:أبو جهل.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) قال:هذا في أبي جهل متبخترا.
وإنما عُني بقوله:( يَتَمَطَّى ) يلوي مطاه تبخترا، والمطا:هو الظهر، ومنه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذَا مَشَتْ أُمَّتِي المُطَيطَاءَ "وذلك أن يلقي الرجل بيديه ويتكفأ.
وقوله ( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ) هذا وعيد من الله على وعيد لأبي جهل.
كما حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ) وعيد على وعيد، كما تسمعون، زعم أن هذا أنـزل في عدوّ الله أبي جهل. ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم أخذ بمجامع ثيابه فقال:( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ) فقال عدوّ الله أبو جهل:أيوعدني محمد؟ والله ما تستطيع لي أنت ولا ربك شيئا، والله لأنا أعزّ من مشى بين جبليها.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال:أخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم بيده، يعني بيد أبي جهل، فقال:( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ) فقال:يا محمد، ما تستطيع أنت وربك فيّ شيئا، إني لأعزّ من مشى بين جبليها، فلما كان يوم بدر أشرف عليهم فقال:لا يُعبد الله بعد هذا اليوم، وضرب الله عنقه، وقتله شرّ قِتلة.