ثمّ يخاطب القرآن أفراداً كهؤلاء ويهددهم فيقول تعالى:
( أولى لك فأولى ،ثمّ أولى لك فأولى ) .
هناك تفاسير أُخرى متعددة ذكرت لهذه الآية منها:
إنّها تهديد بمعنى لك العذاب ثم لك العذاب .
وقيل: ما أنت عليه من الحال أولى وأرجح لك فأولى .
وقيل: الذم أولى لك وأحسن ثم أحسن .
وقيل: الويل لك ثمَّ الويل لك .
وقيل: يُراد به بعداً لك من خيرات الدنيا وبعداً لك من خيرات الآخرة .
وقيل: وليك وصاحبَك شرٌ وعذاب ثمّ وليك شرّ وعذاب .
وقيل: أولى لك ما تشاهده يوم بدر فأولى لك في القبر ثمّ أولى لك يوم القيامة{[5619]} .
ولا يخفى أنَّ غالبية هذه المعاني تعود إلى معنىً كلي وجامع ،وتأخذ طابع التهديد بالعذاب ،والذمّ والشرّ والعقاب أعم من عذاب الدنيا والبرزخ والقيامة .
وورد في الرّوايات أنَّ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ بيد أبي جهل ثم قال لهُ: ( أولى لك فأولى ثمّ أولى لك فأولى ) فقال أبو جهل: بأي شيء تهددني لا تستطيع أنت ولا ربّك أن تفعلا بي شيئاً ،وإنّي لأعزّ أهل هذا الوادي ،فأنزل الله سبحانه كما قال لهُ رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) .