{ أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} أي ويل لك مرة بعد مرة دعاء عليه بأن يليه ما يكرهه ولاء متكررا متضاعفا .
وقيل المعنى بعدا لك فبعدا في أمر دنياك ،وبعدا لك فبعدا في أمر أخراك ،حكاه الرازي عن القاضي ثم قال:قال القفال:هذا يحتمل وجوها:أحدها أنه وعيد مبتدأ من الله للكافر .
والثاني أنه شيء قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعدوه ،يعني أبا جهل فاستنكره عدو الله لعزته عند نفسه فأنزل الله تعالى مثل ذلك .
والثالث أن يكون ذلك أمرا من الله لنبيه بان يقولها لعدو الله فيكون المعنى ثم ذهب إلى أهله يتمطى فقل له يا محمد:أولى لك فأولى أي احذر فقد قرب منك ما لا قبل لك به من المكروه انتهى والأظهر هو الأول .
لطيفة:تفسير{ أولى لك فأولى} ب ( ويل لك ) قال الشهاب هو محصل معناه المراد منه فإنه مثله فيرد للدعاء عليه أو للتهديد والوعيد .
وعن الأصمعي أنها تكون للتحسر على أمر فات .
هذا هو المعنى المراد بها وأما الكلام في لفظها فقيل هو فعل ماض دعائي من ( الولى ) واللام مزيدة أي أولاك الله ما تكرهه أو غير مزيدة أي أدنى الهلاك لك ،وقريب منه قول الأصمعي عن معناه قاربه ما يهلكه أن ينزل به واستحسنه ثعلب .
وقيل إنه اسم وزنه ( أفعل ) من الويل فقلب وقيل فعلى ولذا لم ينون ومعناه ما ذكر وألفه للإلحاق لا للتأنيث وعلى الاسمية هو مبتدأ و ( لك ) الخبر وقيل إنه اسم فعل مبني معناه وليك شر بعد شر .
ونقل الزمخشري عن أبي علي أنه علم لمعنى الويل وهو غير منصرف للعلمية ووزن الفعل وقيل عليه إن الويل غير متصرف ومثل ( يوم أيوم ) غير منقاس ولا يفرد عن الموصوف وادعاء القلب من غير دليل لا يسمع وعلم الجنس خارج عن القياس فما ذكر بعيد من وجوه عدة ،وقيل الأحسن أنه أفعل تفضيل خبر لمبتدأ يقدر كما يليق بمقامه فالتقدير هنا النار أولى لك يعني أنت أحق بها وأهل لها انتهى .