حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) قال:ادخلي في عبادي الصالحين ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .
وقال آخرون:معنى ذلك:فادْخُلِي فِي طاعَتِي وادْخُلِي جَنَّتِي .
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا وكيع، عن نعيم بن ضمضم، عن محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مُزاحم ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) قال:في طاعتي ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) قال:في رحمتي.
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يوجِّه معنى قوله:( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) إلى:فادخلي في حزبي.
وكان بعض أهل العربية من أهل الكوفة يتأوّل ذلك ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) بالإيمان والمصدقة بالثواب والبعث ارجعي، تقول لهم الملائكة:إذا أُعطوا كتبهم بأيمانهم ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ) إلى ما أعدّ الله لك من الثواب؛ قال:وقد يكون أن تقول لهم:شِبْه هذا القول ينوون ارجعوا من الدنيا إلى هذا المرجع؛ قال:وأنت تقول للرجل ممن أنت؟ فيقول:مُضَريّ، فتقول:كن تميميا أو قيسيا، أي:أنت من أحد هذين، فتكون كن صلة، كذلك الرجوع يكون صلة، لأنه قد صار إلى يوم القيامة، فكان الأمر بمعنى الخبر، كأنه قال:أيتها النفس أنت راضية مرضية.
وقد رُوي عن بعض السلف أنه كان يقرأ ذلك:( فادْخُلِي فِي عبدِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .
* ذكر من قال ذلك:
حدثني أحمد بن يوسف، قال:ثنا القاسم بن سلام، قال:ثنا حجاج، عن هارون، عن أبان بن أبي عياش، عن سليمان بن قَتَّةَ عن ابن عباس، أنه قرأها( فادْخُلِي فِي عَبْدي ) على التوحيد.
حدثني خلاد بن أسلم، قال:أخبرنا النضر بن شميل، عن هارون القاري، قال:ثني هلال، عن أبي الشيخ الهنائي ( فادْخُلِي فِي عَبْدِي ) . وفي قول الكلبي ( فادْخُلِي فِي عَبْدِي وَادْخُلِي فِي جَنَّتِي ) يعني:الروح ترجع في الجسد.
والصواب من القراءة في ذلك ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) بمعنى:فادخلي في عبادي الصالحين. لإجماع الحجة من القرّاء عليه.
آخر تفسير سورة والفجر