وقوله:( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) يقول تعالى ذكره:هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مقنع لذي حجر، وإنما عُنِيَ بذلك:إن في هذا القسم مكتفى لمن عقل عن ربه مما هو أغلظ منه في الإقسام. فأما معنى قوله:( لِذِي حِجْرٍ ):فإنه لِذِي حِجًي وذِي عقل؛ يقال للرجل إذا كان مالكا نفسه قاهرًا لها ضابطا:إنه لذو حِجْر، ومنه قولهم:حَجَر الحاكم على فلان.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب، قالا ثنا ابن إدريس، قال:أخبرنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله:( لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي النُّهَى والعقل.
حدثني عليّ، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( لِذِي حِجْرٍ ) قال:لأولي النُّهى.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:ذو الحِجْر والنُّهى والعقل.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس:( قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي عقل، لذي نُهَى.
قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن الأغرّ المِنقريّ، عن خليفة بن الحصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس ( قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي لُبّ، لذي حِجًى.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله:( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي عقل.
حدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:لذي عقل، لذي رأي.
حدثني محمد بن عمارة، قال:ثنا عبيد الله بن موسى، قال:أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد ( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي لبّ، أو نُهى.
حدثنا الحسن بن عرفة، قال:ثنا خلف بن خليفة، عن هلال بن خباب، عن مجاهد، في قوله:( قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي عقل.
حدثني يعقوب، قال:ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن ( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي حلم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي حجى؛ وقال الحسن:لذي لُبّ.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله:( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) لذي حِجى، لذي عقل ولُبّ.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) قال:لذي عقل، وقرأ:لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَولأُولِي الأَلْبَابِوهم الذين عاتبهم الله وقال:العقل واللُّبّ واحد، إلا أنه يفترق في كلام العرب.