ثم مدح- سبحانه- القرآن الكريم الذي أنزله على رسوله صلّى الله عليه وسلم وبين حكمة إنزاله، فقال:كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ.
وقوله:كِتابٌ خبر لمبتدأ محذوف. والمقصود به القرآن الكريم.
أى:هذا كتاب أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ بقدرتنا ورحمتنا- أيها الرسول الكريم، ومن صفاته أنه مُبارَكٌ أى:كثير الخيرات والبركات..
وجعلناه كذلك لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ أى ليتفكروا فيما اشتملت عليه آياته من أحكام حكيمة، وآداب قويمة، وتوجيهات جامعة لما يسعدهم في دنياهم وآخرتهم..
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ أى:وليتعظ أصحاب العقول السليمة بما جاء فيه من قصص وعبر عن السابقين، كما قال- سبحانه-:لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى، وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.
ثم ذكر- سبحانه- جانبا من قصة سليمان- عليه السلام- فمدحه لكثرة رجوعه إلى الله، وذكر بعض النعم التي منحها إياه، كما ذكر اختباره له. وكيف أن سليمان- عليه السلام- طلب من ربه المغفرة والملك، فأعطاه- سبحانه- ما طلبه. قال- تعالى-: