أولاً : التمهيد للسورة :
- • فناء الظالمين في الدنيا:: فنرى آيات شديدة، تعقب على فناء الظالمين وكل من سار سيرهم: ﴿كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَـٰكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَـٰهَا قَوْماً ءاخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ﴾ (25-29). فتأمل ما حلَّ بفرعون وقومه من العذاب بسبب الطغيان والإجرام، وكيف تركوا كل آثارهم وقصورهم وحدائقهم بسبب ما حلَّ بهم من ضياع وتشرد بسبب طغيانهم في الأرض وعصيانهم لأوامر الله، بعد أن مكّنهم الله في الأرض، فلم يحافظوا على الأمانة، واستكبروا بما أعطاهم الله تعالى، فكان عاقبتهم الهلاك والضياع، وورث بني إسرائيل. لاحظ: في سورة الزخرف سبب تكذيب فرعون كان المظاهر المادية: ﴿أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَـٰرُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ (الزخرف 51)، بينما هنا حددت سورة الدخان سببًا آخر لتكذيبه، وهو: اعتماده على الجاه والسلطة: ﴿مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾
- • عذاب الظالمين في الآخرة:: وتصوّر لنا السورة مشهدًا رهيبًا من مشاهد القيامة: عذاب كل من ألهته القوة والسلطة فأنسته طاعة الله: ﴿إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ * كَٱلْمُهْلِ يَغْلِى فِى ٱلْبُطُونِ * كَغَلْىِ ٱلْحَمِيمِ ...﴾ (46). إلى أن نصل إلى قوله تعالى: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ﴾ (49)، آية رهيبة تحدد بوضوح أن هذا العذاب هو لمن اعتز بقوته وجبروته في الدنيا وحاد عن طريق الله.
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «الدخان».
- • معنى الاسم :: الدخان: هو المتصاعد من الوقود عند اشتعال النار.
- • سبب التسمية :: لورود لفظ الدخان في الآية (10)، ولأن الله جعله آية لتخويف الكفار، حيث أصيبوا بالقحط والمجاعة بسبب تكذيبهم للرسول ﷺ، وبعث الله عليهم الدخان حتى كادوا يهلكون، ثم نجاهم.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: «سورة حم الدخان»؛ لتمييزها عن بقية سور الحواميم.
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: عدم الانبهار بالسلطة والجاه.
- • علمتني السورة :: مشروعية الدعاء على الكفار عندما لا يستجيبون للدعوة ويحاربون أهلها: ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ﴾
- • علمتني السورة :: قدرة الله على إهلاك الظالمين: ﴿أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾
- • علمتني السورة :: أن انتظار النصر عبادة وحدها: ﴿فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ﴾