أولاً : التمهيد للسورة :
- • كيف عرفنا مقصد السورة؟: الجواب: من أول السورة ونهايتها: في أولها: ﴿يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (8). وفي نهايتها: ﴿وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (37).
- • سورة الجاثية تحذر المتكبرين على آيات الله:: بينت السورة كثيرًا من آيات الله: ﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ (3-6) ثم حذرت من التكبر على آيات الله: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ (7-9).
- • الكبرياء لا يكون إلا لله:: ولأن المتكبر ينازع الله تعالى في صفة من صفاته، تختم السورة بآية تهزّ كل من في قلبه هذه الصفة الخطيرة: ﴿وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَاء فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعِزِيزُ ٱلْحَكِيمُ﴾
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «الجاثية».
- • معنى الاسم :: الجاثية: اسم فاعل مؤنث من جثا يجثو، أي جلس على ركبتيه للخصومة ونحوها.
- • سبب التسمية :: لورود هذه الكلمة في الآية (28)، وسميت كذلك للأهوال التي يلقاها الناس يوم الحساب، حيث تجثو الخلائق من الفزع على الرُّكب في انتظار الحساب.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: «سورة حم الجاثية» تسمية لها بمفتتحها، و«سورة الشريعة»؛ لاختصاصها بهذا اللفظ في الآية (18)، و«سورة الدَّهر».
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: ذل الأمم التي استكبرت في الدنيا، وتعلقت بالمظاهر واغترت بالسلطة.
- • علمتني السورة :: أن من صفات المؤمن: يغفر ويسامح من ظلمه رغبة فيما عند الله تعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّـهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
- • علمتني السورة :: أن الإنسان قد يعلم الحقيقة ويعرض عنها بسبب: الاستعلاء والتكبر واتباع هواه، فيزين له الشيطان عمله: ﴿وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾
- • علمتني السورة :: تذكَّرْ أنَّ كلَّ ما أخفيتَه سيَظهرُ يومَ القيامةِ: ﴿وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا﴾