قوله تعالى : { أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا } . قال ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة والسدي وابن جريج : " أراد بهما اليهود والنصارى " ، وفي ذلك دليل على أن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى وأن المجوس ليسوا أهل كتاب ؛ لأنهم لو كانوا أهل كتاب لكانوا ثلاث طوائف ، وقد أخبر الله تعالى أنهم طائفتان .
فإن قيل : إنما حكى الله ذلك عن المشركين . قيل له : هذا احتجاج عليهم بأنه أنزل الكتاب عليكم لئلا تقولوا إنما أُنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ، فقطع الله عُذْرَهم بإنزال القرآن وأبطل أن يحتجّوا بأن الكتاب إنما أُنزل على طائفتين من قبلنا ولم ينزل علينا .