التّفسير
في آيات هذه السورة تبيان لقصص سبعة أقوام من الأقوام السابقين ولمحات من تأريخ أنبيائهم ،وكل واحد منهم يكشف للإِنسان قسماً جديراً بالنظر من حياته المليئة بالحوادث ويحمل بين جنبيه دروساً من العبرة للإِنسان .
وهنا إِشارة إلى جميع تلك القصص ،فيتحدث القرآن عن صورة مستجمعة لما مرّ من الحوادث والأنباء حيث يقول: ( ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد ) .
وكلمة «قائم » تشير إلى المدن والعمارات التي لا تزال باقية من الأقوام السابقين ،كأرض مصر التي كانت مكان الفراعنة ولا تزال آثار أُولئك الظالمين باقية بعد الغرق ،فالحدائق والبساتين وكثير من العمارات المذهلة قائمة بعدهم .
وكلمة «حصيد » معناها اللغوي قطع النباتات بالمنجل ،وفي هذه الكلمة إِشارة إلى بعض الأراضي البائرة ،كأرض قوم نوح وأرض قوم لوط ،حيث أنّ واحدة منهما دمرها الغرق والثانية أُمطرت بالحجارة .
( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ) حيث ركنوا ولجأوا إلى الأصنام والآلهة «المزعومة » ( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله لما جاء أمر ربّك ) بل زادوهم ضرراً وخسراناً ( وما زادوهم غير تتبيب ){[1816]} .