وفي تتمة القصّة ،نقرأ أنَّ موسى وصاحبه بعد أن جاوزا مجمع البحرين شعرا بالجوع ،وفي هذه الأثناء تذكَّر موسى( عليه السلام ) أنَّهُ قد جلب معهُ طعاماً ،وعند ذلك قالَ لصاحبه: ( فلمّا جاوزا قالَ لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا مِن سفرنا هذا نصباً ) .
( غداء ) يقال للطعام الذي يتمّ تناوله في أوّل اليوم أو في منتصفه .ولكنّا نستفيد مِن التعابير الواردة في كُتب اللغة أنّهم في الأزمنة السابقة كانوا يطلقون كلمة ( غداء ) على الطعام الذي يتمّ تناوله في أوَّل اليوم ( لأنّها مأخوذة مِن كلمة «غدوة » والتي تعني بداية اليوم ) في حين أنَّ كلمة «غداء » و «تغدّى » تطلق اليوم على تناول الطعام في وقت الظهيرة .
على أي حال ،إِنَّ هذه الجملة تُظهر أنَّ موسى ويوشع قد سَلَكا طريقاً يُمكن أن نسميه بالسفر ،إِلاَّ أنَّ نفس هذه التعابير تفيد أنَّ هذا السفر لم يكن طويلا .