( يفقهوا قولي ) فهذه الجملة في الحقيقة تفسير للآية التي قبلها ،ومنها يتّضح أنّ المراد من حلّ عقدة اللسان لم يكن هو التلكؤ وبعض العسر في النطق الذي أصاب لسان موسى( عليه السلام ) نتيجة احتراقه في مرحلة الطفولةكما نقل ذلك بعض المفسّرين عن ابن عباسبل المراد عقد اللسان المانعة من إِدراك وفهم السامع ،أي أريد أتكلم بدرجة من الفصاحة والبلاغة والتعبير بحيث يدرك أي سامع مرادي من الكلام جيداً .
والشاهد الآخر على هذا التعبير هي الآية ( 34 ) من سورة القصص: ( وأخي هارون هو أفصح مني لساناً ) .واللطيف في الأمر أن «أفصح » من مادة فصيح ،وهي في الأصل كون الشيء خالصاً من الشوائب ،ثمّ أُطلقت على الكلام البليغ المعبر الخالي من الحشو والزيادات .
وعلى كل حال ،فإِنّ القائد والقدوة والموفق والمنتصر هو الذي يمتلك إِضافة إِلى سعة الفكر وقدرة الروح ،بياناً أخاذاً بليغاً خالياً من كل أنواع الإِبهام والقصور .
/خ36