التّفسير
النّبي ليس شاعراً:
هذه الآياتمحل البحثهي آخر الآيات من سورة الشعراء ،تعود ثانية لتردّ على الاتهام السابقمن قبل الأعداءبأن القرآن من إلقاء الشياطين ،تردهم ببيان أخاذ بليغ مفحم ،فتقول: ( هل أنبئكم على من تنزّل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم ) أي الكاذب المذنب ،حيث يلقون إليهم ما يسمعونه مع إضافة أكاذيب كثيرة عليه ( يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ){[2968]} .
وملخص الكلام أن ما تلقيه الشياطين له علائم واضحة ،ويمكن معرفته بعلائمه أيضاً .فالشيطان موجود مؤذ ومخرب ،وما يلقيه يجري في مسير الفساد والتخريب ،وأتباعه هم الكذابون المجرمون ،وليس شيء من هذه الأُمور ينطبق على القرآن ،ولا على مبلّغه ،وليس فيها أي شبه بهما .
والناس في ذلك العصروذلك المحيطكانوا يعرفون النّبي محمّداً( صلى الله عليه وآله وسلم )وأسلوبه وطريقته ،في صدقه وأمانته وصلاحه في جميع المجالات ...ومحتوى القرآن ليس فيه سوى العدل والحق والإصلاح ،فكيف يمكن أن تتهموه بأنّه من إلقاء الشياطين ؟!