التّفسير
عاقبة فرعون وأتباعه الوخيمة
في هذه الآيات يبرز المشهد الأخير من قصّة موسى وفرعون ،وهو كيفية هلاك فرعون وقومه ،ونجاة بني إسرائيل وانتصارهم !
وكما قرأنا في الآيات المتقدمة فإنّ فرعون أرسل المدائن حاشرين ،وهيأَ مقداراً كافياً من «القوّة » والجيش ،قال بعض المفسّرين: كان ما أرسله فرعون على أنّه مقدمة الجيش ستمائة ألف مقاتل ،وتبعهم نفسه بألف ألف مقاتل «أي مليون »{[2918]} .
تحركوا في جوف الليل ليدركوهم بسرعة ،فبلغوهم صباحاً كما تقول الآية الأُولى من الآيات محل البحث: ( فاتبعوهم مشرقين{[2919]} فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون ) .
فأمامنا بحر خضم متلاطم بالأمواج ،ومن ورائنا بحر من الجيوش المتعطشة للدماء بتجهيزاتها الكاملة ...هؤلاء الغاضبون علينا وهم الذين قتلوا أطفالنا الأبرياء سنين طوالا ...وفرعون نفسه رجل دموي جبار ...فعلى هذا سيحاصروننا بسرعة ،ويقتلوننا جميعاً بحدّ السيوف ،أو سيأسروننا ويعذبوننا ،والقرائن جميعها تدل على ذلك .
وهنا مرّت لحظات عسيرة على بني إسرائيل ...لحظات مُرّة لا يمكن وصف مرارتها ...ولعل جماعة منهم تزلزل إيمانهم وفقدوا معنوياتهم وروحياتهم .
إلاّ أنّ موسى( عليه السلام ) كان مطمئناً هادئ البال ،وكان يعرف أن وعد الله في هلاك فرعون وقومه ونجاة بني إسرائيل لا يتخلف أبداً ولن يخلف الله وعده رسله !...
لذلك التفت إلى بني إسرائيل الفزعين بكمال الاطمئنان والثقة و ( قال كلاّ إن معي ربّيْ سيهدين ) .
/خ68