ثمّ يتحدث القرآن عن ملامةِ هؤلاء الضالين ،وما يُقالُ لهم من كلمات التوبيخ أو العتاب ،فيقول: ( وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله ) فهل يستطيعون معونتكم في هذه الشدة التي أنتم فيها ،أو أن يطلبوا منكم أو من غيركم النصر والمعونة ( هل ينصرونكم أو ينتصرون ){[2929]} ...
إلاّ أنّهم لا يملكون جواباً لهذا السؤال !كما لا يتوقع أحد منهم ذلك !...( فكُبكُبوا فيها هم والغاوون ) .
كما يقول بعض المفسّرين: إن كلاًّ منهم سيُلقى على الآخر يوم القيامة !( وجنود إبليس أجمعون ) .
وفي الحقيقة أن هذه الفرق الثلاث ،الأصنام والعابدين لها وجنود إبليس الدالين على هذا الانحراف ،يساقون جميعاً إلى النار ...ولكن بهذه الكيفية ...وهي أن تلقى الفرق فرقةً بعد أخرى في النار .لأن «كُبكِبوا » في الأصل مأخوذة من ( كبّ ) ،و ( الكبّ ) معناه إلقاء الشيء بوجهه في الحفرة وما أشبهها ،وتكراره «كبكب » يؤدي هذا المعنى من السقوط ،وهذا يدلّ أنّهم حين يُلقون في النار مثلهم كمثل الصخرة إذ تهوى من أعلى الجبل أو تلقى من قمة الجبل ،فهي تصل أولا نقطةً ما في الوادي ثمّ تتدحرج إلى نقاط أُخر حتى تستقرّ في القعر !.
/خ104