والآية الأُخرى تذكر أسماء ثلاثة من الجبابرة الذين كان كل واحد منهم بارزاً للقدرة الشيطانية ،فتقول: ( وقارون وفرعون وهامان ){[3161]} .
فقارون كان مظهر الثروة المقرونة بالغرور وعبادة«الذات » والأنانية والغفلة .
وفرعون كان مظهر القدرة الإستكبارية المقرونة بالشيطنة .
وأمّا هامان ،فهو مثل لمن يعين الظالمين المستكبرين !.
ثمّ يضيف القرآن ( ولقد جاءهم موسى بالبينات ) والدلائل ( فاستكبرا في الأرض ) فاعتمد قارون على ثروته وخزائنه وعلمه ،واعتمد فرعون وهامان على جيشهما وعلى القدرة العسكرية ،وعلى قوة إعلامهم وتضليلهم لطبقات الناس المغفّلين الجهلة .
لكن ..برغم كل ذلك لم يفلحوا ( وما كانوا سابقين ) .
فأمر الله الأرض التي هي مهد الاطمئنان والدعة بابتلاع قارون .
وأمر الماء الذي هو مصدر الحياة بابتلاع فرعون وهامان .
وعبأ جنود السماوات والأرض لإهلاكهم جميعاً ،بل ما كان مصدر حياتهم أمر الله أن يكون هو نفسه سبباً لفنائهم{[3162]} .
كلمة «سابقين » تعني من يتقدم ويكون أمام الآخرين ،فمفهوم قوله تعالى: ( وما كانوا سابقين ) أي إنّهم لم يستطيعوا أن يهربوا من سلطان الله برغم ما كان عندهم من إمكانات ،بل أهلكهم الله في اللحظة التي أراد ،وأرسلهم إلى ديار الفناء والذلة والخزي .