/م156
فهذه الآيات تتوجه بالخطاب أولاً إلى المؤمنين بهدف تحطيم جهود المنافقين ومحاولاتهم التخريبية ،وتحذير المسلمين منهم فتقول: ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض ،أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ) .
هذه الكلمات وإن كانوا يطلقونها في ستار من التعاطف وتحت قناع الإشفاق ،إلاّ أنهم لم يكونوافي الحقيقةيقصدون منها إلاّ تسميم روحية المسلمين ،وإضعاف معنوياتهم ،وزعزعة إيمانهم ،فينبغي ألا تقعوا تحت تأثيرها ،وتكرروا نظائرها من العبارات .
( ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ) .
إنكم أيها المؤمنون إذا وقعتم تحت تأثير هذه الكلمات المضلة الغاوية ،وكررتم نظائرها ستضعف روحيتكم أيضاً ،وستمتنعون أيضاً عن الخروج إلى ميادين الجهاد والسفر والرحيل من أجل الله وفي سبيله ،وحينئذ سيتحقق للمنافقين ما يصبون إليه ،ولكن لا تفعلوا ذلك ،وتقدموا إلى سوح الجهاد وميادين القتال بمعنوية عالية ،وعزم أكيد ودون تردد ولا كلل ،ليجعل الله ذلك حسرة في قلوب المنافقين المخذلين ،أبداً .
ثمّ إن القرآن الكريم يرّد على خبث المنافقين وتسويلاتهم وتشويشاتهم بثلاث أجوبة منطقية هي:
1إن الموت والحياة بيد الله على كلّ حال ،وأن الخروج والحضور في ميدان القتال لا يغير من هذا الواقع شيئاً ،وأن الله يعلم بأعمال عباده جميعها: ( والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ) .