وفي الآيتين الاُخريين من الآيات مورد البحث بياناً لخمسة واجبات من واجبات النّبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) المهمّة بعد بيان صفاته الخمس ،فتقول أوّلا: ( وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من الله فضلا كبيراً ) وهي إشارة إلى أنّ مسألة تبشير النّبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يحدّ بالثواب الإلهي بمقدار أعمال المؤمنين الصالحة ،بل إنّ الله سبحانه يفيض عليهم من فضله بحيث تضطرب المعادلة بين العمل والجزاء تماماً كما تشهد بذلك الآيات القرآنية .
فتقول في موضع: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ){[3414]} .
وتقول في موضع آخر: ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة والله يضاعف لمن يشاء ){[3415]} .
وقد تذهب أبعد من ذلك فتقول: ( فلا تعلم نفس ما اُخفي لهم من قرّة أعين ){[3416]} .
وبهذا فإنّ أبعاد الفضل الإلهي الكبير أوسع وأسمى ممّا يخطر في التصوّر والأوهام .