الآية التالية تصف الفريق المقابل لهؤلاء ،فتقول: أمّا هؤلاء الذين يسعون ويجتهدون لتسفيه آياتنا ،لا يؤمنون ولا يتركون غيرهم يسيرون في طريق الإيمان ،ويتوهّمون أنّهم يستطيعون الفرار من يد قدرتنا ،هؤلاء يحضرون في عذاب أليم يوم القيامة ( والذين يسعون في آياتنا معاجزين اُولئك في العذاب محضرون ) .
هؤلاء هم الذين اعتمدوا على أموالهم وأولادهم وكثرة عددهم لتكذيب الأنبياء ،وعملوا على إغواء عباد الله ،حتّى بلغ غرورهم درجة أن توهّموا أنّهم يفلتون من قبضة العذاب الإلهي ،ولكن هيهات فانّ مصيرهم في قلب جهنّم .
وبما أنّ جملة ( اُولئك في العذاب محضرون ) ليس فيها ما يدلّل على الزمان الآتيفقد تكون إشارة إلى كون هؤلاء مأسورين بالعذاب حتّى في الوقت الحاضر ،وأي عذاب أشدّ من هذا السجن الذي صنعوه لأنفسهم من أموالهم وأولادهم .
كذلك يحتمل أن يكون التعبير للتدليل على أنّ وعد الله مسلّم به إلى درجة يمكن القول بأنّهم حالياً فيه ،كما هو الحال بالنسبة إلى قوله: ( فهم في الغرفات آمنون ) .
«معاجزين »: كما ذهب بعض أرباب اللغة إلى أنّ معناه أنّ هؤلاء تصوّروا أنّهم يستطيعون الفرار من دائرة قدرة الله تعالى وجزائه وعقابه ،إلاّ أنّ هذا التوهّم باطل وسراب خادع{[3512]} .
/خ38