تعمد آيات القرآن المجيد إلى الاستفادة من اُسلوب الإيجاز والتفصيل ،إذ تقول: ( جهنّم يصلونها فبئس المهاد ) أي: إنّ جهنّم هي المكان المشؤوم الذي سيردونه ،وإنّهم سيحترقون بنيرانها ،فيا لها من فراش سيء .
والظاهر أنّ عبارة ( يصلونها )أي: يدخلون في جهنّم ويحترقون بنيرانها ،يراد منها بيان أن لا يتصوّر أحدهم أنّه سيرى جهنّم من مسافة بعيدة ،أو أنّه سيستقرّ بالقرب منها ،كلاّ ،بل إنّه سيرد إلى داخلها ،ولا يتصوّر أحدهم أنّه سيعتاد على نار جهنّم ومن ثم يستأنس بها ،كلاّ ،فإنّه يحترق فيها على الدوام .
«مهاد » كما قلنا من قبل ،تعني الفراش المهيّأ للنوم والاستراحة ،كما تطلق على سرير الطفل .
وبالطبع فإنّ الفراش هو مكان استراحة ،ويجب أن يكون مناسباًفي كلّ الأحواللوضع الشخص وملائماً لرغبته ،ولكن كيف سيكون حال الذين خصّصت لهم نار جهنّم فراشاً ؟!