فمن البديهيات ،عندما يكون الحاكم هو البارئ عز وجل ،وتشرق الأرض بنور عدالته ،وتعرض صحائف أعمال الإنسان التي تبيّن كلّ صغيرة وكبيرة بدقّة ،ويحضر الأنبياء والشهود والعدول ،فلا يحكم البارئ عز وجل إلا بالحق ،وفي مثل هذا المحاكم لا وجود للظالم والاستبداد مطلقاً .
العبارة السادسة في الآية التالية أكملت الحديث بالقول: ( ووفيت كلّ نفس ما عملت ) .
إنّ جزاء الأعمال وعواقبها سترد إليهم ،وهل هناك مكافأة ومجازاة أعلى من أن يرد عمل الإنسان بصورة كاملة إلى الإنسان نفسه ( نلفت الإنتباه إلى أن كلمة ( وفيت ) تعني الأداء بصورة كاملة ) ويبقى مرافقاً له إلى الأبد .
فالذي يتمكن من تنفيذ مثل هذه المناهج العادلة بدقّة ،هو الذي أحاط علمه بكل شيء ،لهذا فإن العبارة السابعة والأخيرة في هذا البحث تقول: ( وهو أعلم بما يفعلون ) .
إذن فلا حاجة حتى للشهود ،لأنّ الله هو أعلم من كلّ أولئك الشهود ،ولكن لطفه وعدله يقتضيان إحضار الشهود ،نعم فهذا هو مشهد يوم القيامة ،فليستعد الجميع لذلك اليوم .