التّفسير
جرى البحث في الآيات السابقة حول المؤمنين وغير المؤمنين ،أمّا الآيات الثلاثة الأخيرة فهي تشير إِلى مجموعة اختارت أقبح أنواع الكفر ،فهؤلاءبالإِضافةإِلى انحرافهم وضلالهم سعوا إِلى تحريف وإِضلال الأخرين ،وقد ظلموا أنفسهم بفعلهم هذا وظلموا الآخرين معهم لأنهم لم يسيروا في طريق الحق ولم يسمحوا للآخرينأيضاًباتّباع هذا السبيل ،والآية الكريمة تصف هؤلاء بأنّهم في ضلال بعيد وذلك بقولها: ( إِنّ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلّوا ضلالا بعيداً ) .
فلماذايا ترىاستحق هؤلاء الإِبعاد عن طريق الحق ؟إِنّهم استحقوا ذلك لدعوتهم الآخرين إِلى طريق الضلال ،حيث من المستبعد جدّاً أن يتخلوا عن طريق هم يدعون الآخرين لإِتّباعهفقط خلط هؤلاء كفرهم بالعناد ،ووضعوا أقدامهم في طريق الضلال والإِنحراف ،وابتعدوا بذلك كثيراً عن طريق الحق والصواب .
أمّا الآية الأخرى فتشير إِلى الذين كفروا وظلموا ،إِذ ظلموا الحق أوّلا لعدم التزامهم بالصواب ،كما ظلموا أنفسهم بذلكأيضاًإِذ حرموها من السعادة وسقطوا في هوة الضلالة ،وظلموا الآخرين حين منعوهم من التوجه إِلى طريق الحق والصواب ،فهؤلاء لن يشملهم أبداً عفو الله ،وإِن الله لا يهديهم أبداً إِلاّ إِلى طريق جهنم ،