نعم ،إنّكم: ( تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفّار ) .
نستفيد من الآيات القرآنية المختلفة ،و من تأريخ مصر ،أنّ هؤلاء القوم لم يقتصروا في عبادتهم و شركهم وضلالهم على الفراعنة وحسب ،وإنّما كانت لهم أصنام يعبدونها من دون الواحد القهار ،كما نستفيد ذلك بشكل مباشر من قوله تعالى في الآية ( 127 ) من سورة «الأعراف » حيث قوله تعالى: ( أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك ) والآية تحكي خطاب أصحاب فرعون والملأ من قومه لفرعون .
وقد تكرّر نفس المضمون على لسان يوسف ( عليه السلام ) ،إذ قال لرفاقه في سجن الفراعنة: ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ){[3932]} .
لقد ذكّرهم مؤمن آل فرعون من خلال مقارنة واضحة أنّ دعوتهم إلى الشرك لا تستند على دليل صحيح ،والشرك طريق وعر مظلم محفوف بالمخاطر وسوء العاقبة والمصير ،بينما دعوت ( مؤمن آل فرعون ) دعوة للهدى والرشاد وسلوك طريق الله العزيز الغفّار .
إنّ عبارة ( العزيز ) و ( الغفار ) تشير من جانب إلى مبدأ ( الخوف والرجاء ) ومن جانب ثان تشير إلى إلغاء ألوهية الأصنام والفراعنة ،حيث لا يملكون العزةولا العفو .
/خ46