الآية الأخيرةفي المقطع الذي بين أيديناتشير إلى الجزاء الأُخروي الذي ينتظر هؤلاء ،بالإضافة إلى قسطهم من العقاب الدنيوي ( كذلك حقّت كلمة ربّك على الذين كفروا أنّهم أصحاب النّار ) .
إنّ المعنى الظاهري للآية واسع ،يشمل جميع الكفار والمعاندين من جميع الأقوام ،والآية بهذا المعنى لا تختص بكفار مكّة ،كما يتصور بعض المفسّرين .
إنّ حتمية العقاب الإلهي لهؤلاء القوم يعود إلى ذنوبهم المستمرة ،والأعمال التي يقومون بها بملء إرادتهم خلافاً لرسالة الله ...ولكن العجيب أنّ بعض المفسّرينكالفخر الرازييتصور أنّ هذه الآية هي من أدلة عقيدة الجبر والمصير الجبري الإلزامي للأقوام المختلفة ،ودليل سلب الإرادة عنهم ،في حين أنّنا لو دققنا في نفس الآية مع ترك التعصّب المذهبي جانباً ،فسيتوضح لنا أنّ هذا المصير الإلهي الذي ينتظرهم هو بسبب سلوكهم لطريق الانحراف المظلم ،وبسبب إصرارهم على السير بهذا الطريق بأرجلهم وبكامل حريتهم وملء إرادتهم .
/خ6