وللتأكيد على قضية العذاب ،يأتي قوله تعالى: ( ذلك جزاء أعداء الله النّار ){[4023]} .
وهذه النّار ليست مؤقتة زائلة بل: ( لهم فيها دار الخلد ) نعم ،فذلك: ( جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ){[4024]} .
إنهم لم ينكروا الآيات الإلهية وحسب ،بل منعوا الآخرين من سماعها .
«يجحدون » من «جحد » على وزن «عهد » وتعني في الأصل كما يرى «الراغب » في «المفردات »: إلغاء ونفي شيء ثابت في القلب ،أو إثبات شيء منفي في القلب .أو هو بعبارة اُخرى: إنكار الحقائق مع العلم بها ،وهذا من أسوأ أنواع الكفر ( راجع نهاية الآية ( 14 ) من سورة النمل ) .
إنّ الإنسان عندما يصاب ببلاء معين ،خاصة إذا كان بلاءاً شديداً ،فإنّه يفكر بمسببه الأصلي كي يعثر عليه وينتقم منه ،وأحياناً يود تقطيعه قطعة قطعة إذا استطاع ذلك .