ثمّ يقول في عبارة قصيرة كشاهد على ما قيل ،وتسليةً لخاطر النبي( صلى الله عليه وآله وسلم )وتهديداً للمنكرين المعاندين: ( وكم أرسلنا من نبيّ في الأوّلين * وما يأتيهم من نبيّ إلاّ كانوا به يستهزئون ) .
إنّ هذه المخالفات وأنواع السخرية لم تكن لتمنع لطف الله ورحمته أبداً ،فإنّها فيض متواصل من الأزل إلى الأبد ،ووجود يعمُّ عطاؤه كلّ العباد ،بل إنّه سبحانه قد خلقهم للرحمة ( ولذلك خلقهم ){[4184]} ،ولهذا فإنّ إعراضكم وعنادكم سوف لا يمنع لطفه مطلقاً ،وينبغي أن لا يفتر النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنون الحقيقيّون ،فإنّ لهذا الإِعراض عن الحق واتباع الشهوات والهوى والميول تاريخاً طويلاً .