ثمّ تنقل كلام هؤلاء الذين تشبثوا بدليل واه لإثبات مدعاهم ،إذا قالوا: ( فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ) .
قال البعض: إنّ هذا كان كلام أبي جهل ،حيث أنّه التفت إلى النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم )وقال: إن كنت صادقاً فابعث جدك قصي بن كلاب ،فإنّه كان رجلاً صادقاً لنسأله عمّا يكون بعد الموت{[4296]} .
من البديهي أنّ كلّ ذلك كان تذرعاً ،ومع أنّ سنّة الله لم تقم على أن يحيي الأموات في هذه الدنيا ليأتوا بأخبار ذلك العالم إلى هذا العالم ،لكن على فرض أن يتمّ هذا العمل من قبل الرّسول الأعظم( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،فسيعزف هؤلاء المتذرعون نغمة جديدة ،ويضربون على وتر آخر ،فيسمون ذلك الفعل سحراً مثلاً ،كما طلبوا المعاجز عدّة مرات ،فلما أتاهم النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) بها أنكروها أشد إنكار .
/خ36